تهويل التوافه وتهوين العظائم
المعروف من كتاب الله وسنة رسوله أن الإسلام عقائد ، وعبادات ، وأخلاق وشرائع ، وأنه من التقاء هذه الأنواع الأربعة تتكون تقاليد ومعالم لمجتمع كامل وجماعة قائمة،،وليس يغني فرض عن فرض ،
ولا نافلة عن نافلة ، فكل تكليف له سره وله أثره ومجموعة التعاليم كمجموعة الحواس الإنسانية لكل حاسة ضرورتها ووظيفتها
ولكن عاطفة التدين عند اصحابها قد تصاب بأمراض مهلكة ، تتورم فيها بعض التعالي
م وينكمش بعض آخر، ويغلب أن يكون ما تورم من الفروع القريبة أو البعيدة ، فيتضخم ليأخذ حيزا ليس له ، كما يغلب أن يكون ما انكمش من الأصول المهمة فتكون دحرجته عن مكانته إضاعة لجوهر
الدين وأساس النجاة ؛؛
رأيت بعض الطلاب والعمال ، يتواصون بعدم تحية ( العلم ) ويزعمون أن تحيته شرك ،وأن الأخذ من اللحية حرام ، وهم يعملون تحت عنوان (السلفية) والسلفية فوق ما يزعمون؛
قلت لأحدهم : إن ( العلم )، رمز لمعني كبير ، وهذا ما جعل جعفر بن أبى طالب في معركة مؤتة يقاتل دون سقوطه وتنقطع ذراعاه وهويحمله ويحتضنه، ولم يزعم مغفل أن جعفرا كان يعبد الراية
المنصوبة ، ولا يتصورعاقل أن يعبد مترا من قماش ؛؛
إنكم مولعون بتضخيم أشياء ، وتهوين أشياء دون ميزان يحقق العدل، هل صورة التدين المكتمل الجدير بالاحترام يكون في جلباب قصيرة ، وعمامة مكورة ، ولحية مضفرة ؟ هذه ظواهر وأشكال للأسلام ،
فأين أركان الدين من خلق وطاعة وجهاد ؟
ألمأساة أن من تورمت لديه بعض المراسم ، ذهل عن الحقيقة الكبري ، وتمحص لمقاتلة الآخرين علي التاوافه ولم تتماسك في ذهنه صورة سليمة أو حكم رشيد ؛
ولقد ظهر أثر ذلك في الفتن التى نشأت بين الطوائف والجماعات الإسلامية وكأن مستقبل الإسلام الموحش منوط بانتصار فئة علي أخري ، أو طائفة علي طائفة ، أو جماعة علي جماعة ، وتناسوا قول الله
تعالي { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}
إن الدين الحق وعي صحيح بجملة العقائد والعبادات والأخلاق والشرائع ،وارتسام صورها في نطاق النسب التى تقررت من عند الله لها ، فلا تشمل العين الخد ، ولا تضرب الأذن الكتفين ؛ لكل عبادة مكانها
ومكانتها{ يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، وما يذكر إلا أولوا الألباب }
إن الغرور بالحهل لا يغير حقائق الأشياء، ولا يعترض مجري الأقدار ؛؛؛
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فأنت علينا قادر والطف بنا يامولانا فيما جرت به المقادير ، اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم اللهم آمين وصلى الله علي محمد وعلي اله وصحبه وسلم
أ